بسم الله والحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله .. وبعد
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مقنع بالحديد على مشارفالمعركة، فقال: يا رسول الله أسلم أو أقاتل؟ ولم يكن الرجل قد أسلم، فقال: (أسلمثم قاتل) فأسلم ثم قاتل فقتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عمل قليلاً وأجر كثيراً) [رواه البخاري2808]، فإنه ليس بينه وبين الجنة إلاهذه الشهادة وهذه الشهادة، الشهادة الأولى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداًرسول الله، والشهادة الثانية هذا القتل الذي حصل في المعركة فدخل الجنة ولم يسجدلله سجدة؛ لأنه لما أسلم كان أول واجب عليه حضور هذه المعركة.

التجارة الرابحة مع الله:

أرباحها مضاعفة وهذه المضاعفات إلى عشرة، إلى مائة، إلى سبعمائة، إلى أكثر من ذلك،والله يضاعف لمن يشاء، أعمال قليلة من جهة الجهد والوقت، والأجر عظيم، وقد خرجالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى الفجر وقعد وقام ليدخل بيته فوجد جويرية رضيالله عنها من بعد الفجر جالسة كما هي، سألها: (ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟) قالت: نعم،قال: (لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم) طيلة الوقتهذا الماضي (لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومدادكلماته) [رواه مسلم2726]، كمتأخذ حتى تقولها ثلاثاً يا عبد الله؟

إخواني وأخواتي

ماذا يأخذ من الوقت والجهد أن يقول الإنسان بعد الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسولالله، لكن ماذا له؟ تفتح أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل، تفتح أبواب الجنةالثمانية، الجنةالتي عرضها السماوات والأرض، الثمانية كلها تفتح لأجل أنه قال: أشهد أن لا إله إلاالله وأشهد أن محمداً رسول الله بعد الوضوء، ما أكرمه ما أوهبه، ما أبره، ما أمنه سبحانه.

إخواني وأخواتي

عندما يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدمذنبه) [رواه البخاري780ومسلم410]، كلمة(آمين) كم تأخذ لتقال؟ كم ثانية؟ آمين المد الطبيعي حركتين (آ) (مين) ست حركات، كمتأخذ حتى تقال؟ (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، على كلمةواحدة إذا قال الإمام في الأرض: آمين، قالت الملائكة في السماء: آمين، ومن وافقتأمينه تأمين الملائكة، لكن بعض الناس يشرد ذهنه فيفوته أجر عظيم، أو لا يقولها فيالوقت الذي من السنة أن تقال فيه، أو يمد أكثر أو يقصر أكثر، (من وافق تأمينهتأمين الملائكة).

إخواني وأخواتي

صيام يوم واحد، يوم عاشوراء يكفر سنة، ويوم عرفة يكفر سنتين، إذا كان هذا في صيام النافلة عاشوراء وعرفة، يا ترى رمضان الواجب الفرض الركن كم يكفر؟.

إخواني وأخواتي

بالوضوء تخرج الخطايا حتى تخرج آخر خطيئة مع آخر قطرة ماء، لمن نوى واحتسب، وأتقن الوضوء، وكذلك نجد أنه إذاقعد بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وبعد ارتفاعها صلى ركعتين، بعد الفجر إلى طلوعالشمس كم الوقت؟ كم ستجلس؟ساعة ونصف، أجر حجة أجر عمرة تامة تامة تامة. [رواه الترمذي586].

إخواني وأخواتي

عندما يقول ربنا عز وجل: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ [ سورة الزلزلة7 ] ، يعني: أن هذه الذرة الهباءالصغيرة جداً لا تضيع، حتى هذه لا تضيع، ولذلك لما جاءت مسكينة أو مسكين إلى عائشةوكان عندها عنقود عنب فأخذت حبات من العنب وأعطتها للمسكين حبات قليلة، تعجبت بعضالنسوة عندها، فقالت عائشة لهن: تتعجبن تضحكن كم في هذه الحبات من مثاقيل الذر.

وهكذا سعد الصحابي لما جاء سائل وأعطاه تمرتين، وقبض يده، قال له: إن في التمرتين مثاقيل ذر كثيرة.

أسس وقواعد التجارة معالله:

أولاً:لا أجر بلا توحيد، فإذا كان العبد موحداً لله نال الأجور العظيمة؛لأن الأساس موجود، فالبناء عليه سهل، ولذلك مهما عمل الكافر والمشرك من الأعمالالخيرية ليس له مقابل عليها في الآخرة يأخذه في الدنيا الآن، أولاد، صحة، منصب،شهرة، مال، يأخذه في الدنيا.

ثانياً:لا أجر بلا عمل، فالذين لا يعملون بماذا سيؤجرون، والأعمال منهاأعمال قلب ومنها أعمال جوارح، وينبغي التفطن لهذا؛ لأن أعمال القلب فيها أجورعظيمة، الخشية، والإخلاص، والحياء من الله، والتوكل عليه، والخوف منه، ورجاءثوابه، أعمال القلب عظيمة، وكذلك أعمال الجوارح، وهذه دليل على صحة هذه.

إخواني وأخواتي

إن من قواعد التعامل بين الله وخلقه أن الله يضاعف الأجر، قال بعض العلماء: والمضاعفة من خصائص هذه الأمة، يعني لم يكن الأمم من قبلنامثلنا في المضاعفة إلى مائة إلى سبعمائة إلى أضعاف أخرى، وهذا من منة الله علينا، احمد ربك أنه جعلك في هذه الأمة.

إخواني وأخواتي

لا بد من الإخلاص في العمل
لا بد من الحذر من محبطات الأعمال؛ كالمن، والعجب، والرياء، ومنقصاتالأعمال.
كلما كان العمل أكثر نفعاً كلما كان أكثر أجراً، فالأعمال متعدية النفع؛ كالعلم،والدعوة إلى الله أجورها كبيرة جداً.

التحسر على فوات الأجر - لو فاتتك جماعة المسجد مثلاً - يمكن أن ينتج أجراً؛ لأنهدليل الصدق.
الفاعل المباشر لا شك أنه أعظم أجراً ممن نوى فقط، ولكن من رحمة الله وكرم الله،أنه ينزل العاجز منزلة الفاعل في الأجر مع أنه ما عمل، لماذا؟ لأنه كان له عادة،ولذلك (إذا مرض العبد أو سافركتب له من الأجر مثلما كان يعمل صحيحاً مقيماً) [رواه البخاري2996].


حتى من كف شره عن الناس له أجر، فالترك لله يؤجر عليه وليس فقط الفعللله
يؤجر على المباحات بحسن النية، كأن يقول: أنام بنية الاستعانة، وآكلبنية الاستعانة على العبادة، وأستروح بنية الاستعانة، بقيت الاستراحات بالنيةالحسنة لها أجر، لكن بقي الشيء الذي من أجله استروحت لا تنسه.

كلما اشتدت المشقة عظمالأجر، لكن المشقة الغير متعمدة، فالإنسان إذا كان عنده طريق صعب وطريق سهل إلى مكة لا يذهب منالطريق الصعب، لكن إذا حصلت المشقة فذهبت إلى مكة فازدحم الطريق فأخذ وقتاًمضاعفاً قدر من الله عند ذلك يضاعف الأجر (أجرك على قدر نصبك)[رواه بمعناه مسلم 1211].
والأعمال الموافقة للسنةأجرها أكبر من أعمال أطول أو أشق،
فمثلاً قصر الصلاة للمسافر أكثر أجراً من إتمامه لها، مع أن هذهاثنتين وهذه أربع،
تخفيف سنة الفجر أكثر أجراً من تطويلها لماذا؟ لأنها سنة محمد صلىالله عليه وسلم، بينما نجد من السنة في صلاة الفجر يوم الجمعة قراءة السجدةوالإنسان وتأخذ وقتاً وجهداً،
إذن الشأن هو إتباع السنة سواءً ازدادت المشقة أو نقصت، المشي فيالظلمات إلى المساجد الفجر والعشاء فيه أجر لمشقة الظلمة، ولا تزيلها الكهرباء كماقال العلماء، ولله الحمد، الأجر ما زال موجوداً في مشيك للفجر والعشاء حتى في هذاالزمان.